المهرجان الإقليمي للفيلم التربوي القصير جدا المصور بالهاتف بمكناس تجربة غير مسبوقة.
جراة: عزيز باكوش
أن يتحول هاتف ذكي لتلميذ بمؤسسة تعليمية إلى كاميرا احترافية لتصوير فيديو تربوي، بدل أشرطة الطيش الشبابية، فكرة نبيلة وداعمة للمشروع التربوي الحداثي، أقدمت عليها بتفرد المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بمكناس في مبادرة غير مسبوقة وطموحة تجسد بالفعل تصورا خلاقا اقترحه أحد المهتمين بجماليات الشاشة الفضية وجاذبيتها ونزلته بواقعية مبدعة المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بالحاضرة الإسماعيلية.
وإذا ما اعتبرنا هذه التجربة أحد أقوى الحوافز لدعم لآليات التوازي بين الإعلام الرقمي والفعل القرائي في المدرسة المغربية على الإطلاق. فلأنها لم نشترط المثالية الاحترافية والجودة العالية في الصورة والصوت في كل الظروف لأول وهلة. لكنها وضعت نصب أعينها الفكرة الخلاقة والصورة المبتكرة المساعدة في الارتقاء بالصف التربوي. نعم لقد تطورت كاميرات الهواتف المحمولة إلى درجة أن بعض المتخصصين يعتبرون أن الهاتف الذكي هو عبارة عن كاميرا فيها إمكانية جذابة وملهمة ولا محدودة على الابتكار . وهذ الهاتف بهذه الكاميرا قد لا يكون ذكيا، إذا ما تم استنفاذ طاقته في المشاهدات المبعثرة، لكنه يصبح بذكاء أكبر قادر على إحداث الفارق وصنع اللحظة الخالدة فضلا عن كونها عتبة أولى نحو بوابة الاحتراف.
إلى ذلك أسدل الستار مساء يوم الخميس 25 ماي 2023 بمدرج الدكتور حسن المنيعي بالثانوية التأهيلية طارق بن زياد عن فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الاقليمي للفيلم التربوي القصير جدا المصور بالهاتف والذي شارك فيه 24 فيلما تربويا قصيرا من مؤسسات تعليمية مختلفة بالإقليم بحضور الأستاذ محمد الغوري المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمكناس؛ بحضور مجموعة من الفعاليات الإدارية والتربوية والأدبية والفنية وتلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية المشاركة.
واستنادا إلى الفاعل السينمائي مدير مؤسسة التفتح الأدبي والفني مولاي عبد القادر بمديرية مكناس فإن النسخة الأولى من المهرجان توجت فوز فيلم “تفاعل” من ثانوية أناسي التأهيلية بالجائزة الاولى، فيما عادت الجائزة الثانية لفيلم ” الغرفة الحمراء” من ثانوية المنصور الإعدادية. والجائزة الثالثة لفيلم ” أمل” من ثانوية الداخلة الإعدادية.
كما نوهت لجنة التحكيم بأربعة افلام وهي فيلم ” بحث” من ثانوية أناسي التأهيلية، فيلم ” عدسة المستقبل” من ثانوية السعادة الإعدادية، فيلم ” القروية الطموحة” من ثانوية المنصور الإعدادية وفيلم “سندي الوحيد” من ثانوية الزيتون التأهيلية. وعبرت لجنة التحكيم في تقريرها عن إشادتها بباقي الأفلام المشاركة في هذا المهرجان المتفرد بتيمته على اعتباره ” يصور بالهاتف سواء من طرف تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية أو بمساعدة ودعم بعض الأطر التربوية. يشار كذلك إلى أن هذه التجربة غير المسبوقة بالحاضرة الإسماعيلية لقيت استحسانا ملحوظا بإجماع المتتبعين، في أفق الارتقاء بها تنظيما وإخراجا في الدورات القادمة.
تعليقات الزوار ( 0 )